ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ)ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ
ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻳﻜﺔ،ﻭﻫﻲ:ﻏﻴﻀﺔ ﺗُﻨﺒِﺖُ
ﻧﺎﻋﻢَ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ،(ﻭﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻳﻜﺔ ﻗﻮﻡ ﺁﺧﺮﻭﻥ
ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ،ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺇﻫﻼﻙ
ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ،ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﺑﻘﺮﺏ ﻣﺪﻳﻦ،
ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺬﺑﻮﻩ،ﻓﺄﺧﺬﻫﻢ ﻋﺬﺍﺏ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻈﻠﺔ.ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ.
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻌﻴﺒﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻭَﺇِﻟَﻰ ﻣَﺪْﻳَﻦَ ﺃَﺧَﺎﻫُﻢْ
ﺷُﻌَﻴْﺒًﺎ ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣَﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺇِﻟَﻪٍ
ﻏَﻴْﺮُﻩُ ﻗَﺪْ ﺟَﺎﺀﺗﻜُﻢْ ﺑَﻴِّﻨَﺔٌ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻓَﺄَﻭْﻓُﻮﺍ
ﺍﻟْﻜَﻴْﻞَ ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ﻭَﻻ ﺗَﺒْﺨَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺃَﺷْﻴَﺎﺀﻫُﻢْ
ﻭَﻻ ﺗُﻔْﺴِﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﺻْﻼﺣِﻬَﺎ ﺫَﻟِﻜُﻢْ
ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ ﺇِﻥْ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ] {ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ.[85 :
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﺨﻄﻴﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻟﺤُﺴْﻦ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻭﻗﻮّﺓ
ﺣﺠّﺘﻪ* .ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ ﻭﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ:ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ
ﻣﺪﻳﻦ ﻗﻮﻣﺎً ﻋﺮﺑﺎً ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ
ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ،ﻭﻫﻲ ﺃﺭﺽ ﻭﺍﻗﻌﺔ
ﺣﻮﻝ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺷﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ.ﻭﻳﻈﻬﺮ
ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺍﻵﻥ) :ﻣﻌﺎﻥ،(ﺃﻭ
ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ:ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ
ﺟﺒﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﺪﻳﻦ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻟﻴﺎﻝ.
ﻭﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ:ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻦ ﺑﻦ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ)ﻗﻄﻮﺭﺓ(
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺳﺎﺭﺓ،ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ)ﻣﺪﻳﺎﻥ(ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﻮﻣﺎً ﻋﺮﺑﺎً ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻭﺻﺎﻫﺮﻫﻢ ﻭﻋﺎﺵ ﺑﻴﻨﻬﻢ،ﻭﺻﺎﺭ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﻢ
ﺭﻫﻂ ﻭﺃﺳﺮﺓ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ
ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ.ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ* .ﻧﺴﺐ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ:ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎﺗﻪ" :ﺷﻌﻴﺐ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﻣﻴﻜﻴﻞ ﺑﻦ ﻳﺸﺠﺮ ﺑﻦ
ﻣﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ."ﻭﻗﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﻧﺴﺒﻪ.ﻗﺎﻟﻮﺍ:ﻭﺃﻣﻪ ﺑﻨﺖ ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ* .ﺣﻴﺎﺓ ﺷﻌﻴﺐ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ
ﻓﻘﺮﺍﺕ-1 :ﻟﻢ ﻳَﻄُﻞ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺣﺘﻰ
ﻫﺠﺮﻭﺍ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﺭﺛﻮﻩ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﺩﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻓﻜﻔﺮﻭﺍ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﻏﻴﺮﻩ،ﻭﺍﻧﺤﺮﻓﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ
ﺍﻟﺴﻮﻱ،ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ:ﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻒ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﻴﻞ ﻭﺍﻟﻮﺯﻥ،ﻭﺑﺨﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺷﻴﺎﺀﻫﻢ ﻓﻲ
ﺗﺠﺎﺭﺍﺗﻬﻢ،ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ-2 .ﻓﺄﺭﺳﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺷﻌﻴﺒﺎً ﺭﺳﻮﻻً ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﻧﺴﺒﻪ
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺁﺑﺎﺋﻪ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،
ﻓﺪﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺜﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻞ،
ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ،ﻭﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ،
ﻭﺟﺎﺀﻫﻢ ﺑﺒﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ،ﻭﺫﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻢ،ﺇﺫ ﻛﺜّﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ،ﻭﺃﻏﻨﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﺮ،
ﻓﺂﻣﻦ ﺑﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻛﺬﺑﻪ ﺍﻷﻛﺜﺮﻭﻥ.ﻭﻛﺎﻥ
ﺧﻄﻴﺒﺎً ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻗﻮﻱّ ﺍﻟﺤﺠّﺔ،ﻭﻳﺬﻛﺮ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﺧﻄﻴﺐ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ،ﻭﺭﻭﻱ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ،ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ-3 .
ﻭﻟﻤَّﺎ ﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ} -ﻭَﺍﺳْﺘَﻐْﻔِﺮُﻭﺍ
ﺭَﺑَّﻜُﻢْ ﺛُﻢَّ ﺗُﻮﺑُﻮﺍ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑِّﻲ ﺭَﺣِﻴﻢٌ ﻭَﺩُﻭﺩٌ-4 .{
ﺛﻢ ﻫﺪَّﺩﻭﻩ ﻭﺗﻮﻋﺪﻭﻩ ﺑﺈﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﻫﻮ
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻬﻢ،
ﻭﻫﻴﻬﺎﺕ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺮ
ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻹِﻳﻤﺎﻥ-5 !!ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻧﺬﺭﻫﻢ
ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ} -ﻭَﻳَﺎ ﻗَﻮْﻡِ ﻻ ﻳَﺠْﺮِﻣَﻨَّﻜُﻢْ
ﺷِﻘَﺎﻗِﻲ ﺃَﻥْ ﻳُﺼِﻴﺒَﻜُﻢْ ﻣِﺜْﻞُ ﻣَﺎ ﺃَﺻَﺎﺏَ ﻗَﻮْﻡَ ﻧُﻮﺡٍ
ﺃَﻭْ ﻗَﻮْﻡَ ﻫُﻮﺩٍ ﺃَﻭْ ﻗَﻮْﻡَ ﺻَﺎﻟِﺢٍ ﻭَﻣَﺎ ﻗَﻮْﻡُ ﻟُﻮﻁٍ
ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺑِﺒَﻌِﻴﺪٍ] {ﻫﻮﺩ-6 .[89 :ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻹِﻧﺬﺍﺭﺍﺕ،ﻃﻠﺒﻮﺍ
ﻣﻨﻪ-ﻋﻨﺎﺩﺍً ﻭﺟﻬﻼً ﻭﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎً-ﺃﻥ
ﻳُﺴﻘِﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﺴﻔﺎً"ﻗﻄﻌﺎً"ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ-7 !!ﻓﺎﺳﺘﻨﺼﺮ ﺷﻌﻴﺐ
ﺑﺮﺑﻪ،ﻓﺤﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ
ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ،ﻓﺄﻫﻠﻜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻴﺤﺔ ﺭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺟﻔﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻈﻠﺔ،ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘﺪﺕ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺷﺪﺓ ﻻ ﺗﻄﺎﻕ،ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻓﻔﺰﻋﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺮﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺮ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻋﺪﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ ﻇﻠﻬﺎ،
ﺗﺰﻟﺰﻟﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﺭﺽ،ﻭﺻﺪﻣﺘﻬﻢ ﺻﻴﺤﺔ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﺟﺎﺛﻤﻴﻦ ﻛﺄﻥ
ﻟﻢ ﻳَﻐْﻨَﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ-8 !!ﻭﻧﺠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻌﻴﺒﺎً ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ-9 .ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟﻠﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻘَّﻖ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﻟﻮﻁ ﺑﺰﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ،ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ
-ﻛﻤﺎ ﻗﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ)ﻫﻮﺩ:-(
}ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺒﻌﻴﺪ،{ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ
ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺷﻌﻴﺐ} -ﺛُﻢَّ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻣِﻦْ
ﺑَﻌْﺪِﻫِﻢْ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﻭَﻣَﻠَﺌِﻪِ
ﻓَﻈَﻠَﻤُﻮﺍ ﺑِﻬَﺎ ﻓَﺎﻧﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ
ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ.{ﻭﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍﺙ
ﺇﻫﻼﻙ ﻗﻮﻣﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪّﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﻓﺎﺓ
ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻧﺸﺄﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ.ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻠﻢ-10 .ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺼﺔ
ﺷﻌﻴﺐ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺳﻮﺭ،ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺎ
ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ) :ﺃ(ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻧﺒﻮﺗﻪ
ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻳﻜﺔ.
ﻭﻫﻞ ﻫﻤﺎ ﻗﻮﻡ ﺃﻭ ﻗﻮﻣﺎﻥ؟ ﻟﻠﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺭﺃﻳﺎﻥ،ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﺳﻤﺎﻥ ﻟﻤﺴﻤﻰ
ﻭﺍﺣﺪ.ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ) .ﺏ(ﻭﺻﻒ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ
ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ:ﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻒ
ﻭﺍﻟﺒﺨﺲ،ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ.ﻟﻘﺎﺅﻩ
ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻭﺯﻭﺍﺝ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺑﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻳﺄﺟﺮﻩ ﺛﻤﺎﻥ ﺣﺠﺞ) .ﺟـ(ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻟﻘﻮﻣﻪ،
ﻭﺻﺒﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ،ﻭﺇﻧﺬﺍﺭﻩ ﻟﻬﻢ) .ﺩ(ﺇﻫﻼﻙ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻘﻮﻣﻪ،ﻭﻧﺠﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺑﺮﺣﻤﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻀﻞ