ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺒﺬﺓ:ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻼﺓ،ﻗﻴﻞ
ﺇﻧﻪ ﺗﻜﻔﻞ ﻟﺒﻨﻲ
ﻗﻮﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ
ﻭﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ
ﻓﻔﻌﻞ ﻓﺴﻤﻲ ﺑﺬﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ.ﺳﻴﺮﺗﻪ:ﻗﺎﻝ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺃﺳﻤﻪ ﻓﻲ
ﺍﻷﺻﻞ(ﺑﺸﺮ)ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻮﺏ
ﻭﺳﻤﺎﻩ ﺫﺍ
ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻷﻧﻪ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ
ﻓﻮﻗﻲ ﺑﻬﺎ،ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺃﻫﻞ ﺩﻣﺸﻖ
ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻗﺒﺮﺍ
ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺸﻖ
ﻳﺴﻤﻰ ﻗﺎﺳﻴﻮﻥ.
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ
ﺑﻨﺒﻲ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.
ﻭﻗﺪ ﺭﺟﺢ ﺍﺑﻦ
ﻛﺜﻴﺮ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻧﻪ ﻣﻊ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ:ﻭَﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺇِﺩْﺭِﻳﺲَ ﻭَﺫَﺍ ﺍﻟْﻜِﻔْﻞِ
ﻛُﻞٌّ ﻣِّﻦَ
ﺍﻟﺼَّﺎﺑِﺮِﻳﻦَ(85)ﻭَﺃَﺩْﺧَﻠْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺣْﻤَﺘِﻨَﺎ
ﺇِﻧَّﻬُﻢ ﻣِّﻦَ
ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ(85) (ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ)ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ:
ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ
ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﻘﺮﻭﻧﺎ ﻣﻊ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ
ﺭﺑﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ.ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻢ ﻳﺰﺩ
ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻣﺎ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﺭﺳﺎﻟﺘﻪ
ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻌﺮﺽ
ﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ
ﺫﻟﻚ ﻻ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻝ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﺬﻟﻚ
ﻧﻤﺴﻚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻮﺭﺩﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ.ﻭﻣﻤﺎ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﻟﻪ ﺃﻥ(ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ)ﺍﻟﺬﻱ
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ
ﻏﻴﺮ(ﺍﻟﻜﻔﻞ)ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻧﺺ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ
ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: (ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ
ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻻ
ﻳﺘﻮﺭﻉ ﻋﻦ ﺫﻧﺐ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺄﺗﺘﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ
ﻓﺄﻋﻄﺎﻫﺎ ﺳﺘﻴﻦ
ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﺄﻫﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ
ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ
ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﺭﻋﺪﺕ ﻭﺑﻜﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ
ﻳﺒﻜﻴﻚ؟ﺃﻛﺮﻫﺘﻚ؟
ﻗﺎﻟﺖ:ﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﻟﻢ ﺃﻋﻤﻠﻪ ﻗﻂ
ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ..ﻗﺎﻝ:ﻓﺘﻔﻌﻠﻴﻦ
ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ
ﺗﻔﻌﻠﻴﻪ ﻗﻂ؟ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺫﻫﺒﻲ
ﺑﺎﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻟﻚ،ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ:ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺃﺑﺪﺍ
ﻓﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻪ
ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ:ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻠﻜﻔﻞ).ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻗﺎﻝ:ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻭﺭﻭﻱ
ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ
ﻋﻤﺮ ﻭﻓﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻧﻈﺮ.ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ
ﻣﺤﻔﻮﻇﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻮ
ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻣﻦ
ﻏﻴﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ
ﻓﻬﻮ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.ﻭﻳﺬﻛﺮ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺃﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺗﻜﻔﻞ
ﻟﺒﻨﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﺃﻥ
ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ
ﻓﺴﻤﻲ ﺫﺍ
ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﻗﺼﺺ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺜﺒﺖ ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻤﺤﻴﺺ
ﻭﺗﺪﻗﻴﻖ.
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ:ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺫﻭ
ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻧﺒﻴﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ
ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻴﺮﻭﻱ
ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ.ﻭﻗﺪ
ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻴﺴﻊ ﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﺃﻧﻲ
ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﺖ ﺭﺟﻼً
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ
ﻳﻌﻤﻞ؟ ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ:ﻣﻦ ﻳﺘﻘﺒﻞ
ﻟﻲ ﺑﺜﻼﺙ
ﺍﺳﺘﺨﻠﻔﻪ:ﻳﺼﻮﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ،
ﻭﻻ ﻳﻐﻀﺐ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﺗﺰﺩﺭﻳﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ،ﻓﻘﺎﻝ:ﺃﻧﺎ،
ﻓﻘﺎﻝ:ﺃﻧﺖ ﺗﺼﻮﻡ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ،ﻭﻻ ﺗﻐﻀﺐ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻧﻌﻢ.ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻴﺴﻊ-ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ-ﺭﺩّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺴﺘﺨﻠﻒ ﺃﺣﺪﺍ.ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺮﺝ
ﺍﻟﻴﺴﻊ-ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ-ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ،
ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ
ﺃﻧﺎ.ﻓﺎﺳﺘﺨﻠﻒ
ﺍﻟﻴﺴﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ.ﻓﺠﻌﻞ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ
ﻟﻠﺸﻴﺎﻃﻴﻦ br /> ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻔﻼﻥ،
ﻓﺄﻋﻴﺎﻫﻢ ﺫﻟﻚ.ﻓﻘﺎﻝ ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﻓﺄﺗﺎﻩ
ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻘﻴﺮ،ﻭﺃﺗﺎﻩ ﺣﻴﻦ
ﺃﺧﺬ ﻣﻀﺠﻌﻪ
ﻟﻠﻘﺎﺋﻠﺔ،ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ،ﺇﻻ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨّﻮﻣﺔ ﻓﺪﻕّ
ﺍﻟﺒﺎﺏ.ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ:ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ:
ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﻈﻠﻮﻡ.ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ.
ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻳﺤﺪّﺛﻪ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﻣﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ،
ﻭﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ ﺑﻪ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻇﻠﻤﻮﻩ،ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻄﻮّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﺣﺘﻰ ﺣﻀﺮ
ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺠﻠﺲ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ:ﺇﺫﺍ ﺭﺣﺖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ
ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺁﺧﺬ ﻟﻚ
ﺑﺤﻘّﻚ.ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺧﺮﺝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﻟﻤﺠﻠﺴﻪ ﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ.ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ.ﻭﺍﻧﻔﺾ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ.ﻭﻋﻘﺪ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ
ﺃﻳﻀﺎ.ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺟﻊ
ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻟﻤﻨﺰﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﻟﻴﻀﻄﺠﻊ
ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻓﺪﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ،ﻓﻘﺎﻝ:ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ.ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ:ﺃﻟﻢ ﺃﻗﻞ ﻟﻚ
ﺇﺫﺍ ﻗﻌﺪﺕ
ﻓﺎﺗﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ:ﺇﻧﻬﻢ ﺍﺧﺒﺚ ﻗﻮﻡ
ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻚ
ﻗﺎﻋﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻄﻴﻚ ﺣﻘﻚ،ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﻤﺖ
ﺟﺤﺪﻭﻧﻲ.ﻓﻘﺎﻝ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ:ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻵﻥ
ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺣﺖ
ﻣﺠﻠﺴﻲ ﻓﺄﺗﻨﻲ.ﻓﻔﺎﺗﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ،ﻓﺮﺍﺡ
ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻩ ﻭﺷﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺒﻌﺾ
ﺃﻫﻠﻪ:ﻻ ﺗﺪﻋﻦَّ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﻡ،ﻓﺈﻧﻲ
ﻗﺪ ﺷﻖ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻨﻮﻡ.ﻓﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ،
ﻓﻤﻨﻌﻮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ،ﻓﻘﺎﻝ:ﻗﺪ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﺃﻣﺲ،ﻓﺬﻛﺮﺕ
ﻟﺬﻱ ﺍﻟﻜﻔﻞ
ﺃﻣﺮﻱ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻻ
ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍً ﻳﻘﺮﺑﻪ.
ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺗﺴﻮّﺭ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺩﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ،ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﺫﻭ ﺍﻟﻜﻔﻞ،ﻭﻗﺎﻝ
ﻷﻫﻠﻪ:ﺃﻟﻢ
ﺁﻣﺮﻛﻢ ﺃﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ:ﻟﻢ
ﻧﺪﻉ ﺃﺣﺪﺍ
ﻳﻘﺘﺮﺏ،ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺩﺧﻞ.ﻓﻘﺎﻡ ﺫﻭ
ﺍﻟﻜﻔﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻐﻠﻖ ﻛﻤﺎ ﺃﻏﻠﻘﻪ؟ ﻭﺇﺫﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻌﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ،ﻓﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻝ:ﺃَﻋَﺪُﻭَّ ﺍﻟﻠﻪِ؟
ﻗﺎﻝ:ﻧﻌﻢ
ﺃﻋﻴﻴﺘﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺗﺮﻯ ﻷﻏﻀﺒﻚ.
ﻓﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﻞ ﻷﻧﻪ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﺄﻣﺮ
ﻓﻮﻓﻰ ﺑﻪ


The Soda Pop