ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
'ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺗﻲ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻣﺰﻣﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻣﻴﺮ
ﺁﻝ ﺩﺍﻭﺩ'
ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ
ﺍﻧﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺍﻟﻤﻜﻨﻲ ﺏ)ﺃﺑﻲ
ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ(، ﻏﺎﺩﺭ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻓﻮﺭ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﻇﻬﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺪﻋﻮ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ
ﺑﻼﺩﻩ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﻌﺪ
ﻓﺘﺢ ﺧﻴﺒﺮ ، ﻭﻭﺍﻓﻖ ﻗﺪﻭﻡ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ، ﻓﺄﺳﻬﻢ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻬﻢ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻌﻪ ﺑﻀﻌﺔ ﻭﺧﻤﺴﻮﻥ ﻣﻦ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺎﻩ:ﺃﺑﻮﺭﻫﻢ ،
ﻭﺃﺑﻮﺑﺮﺩﺓ000
ﻭﺳﻤﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺑﺎﻷﺷﻌﺮﻳﻴﻦ ﻭﺑﺄﻧﻬﻢ ﺃﺭﻕ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻓﺌﺪﺓ000
ﺍﻳﻤﺎﻧﻪ
ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎ
ﺣﺼﻴﻔﺎ ﺫﻛﻴﺎ ، ﻭﻳﺘﺄﻟﻖ ﺑﺎﻻﻓﺘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ):ﻗﻀﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ:
ﻋﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﻭﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ
ﺛﺎﺑﺖ000(ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻔﻈﺎ
ﻭﻓﻘﻬﺎ ﻭﻋﻤﻼ ، ﻭﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ:
)ﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﺗﻄﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﻳﺘﺒﻌﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ(ﻭﺍﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺼﻮﺗﻪ
ﻳﻬﺰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ': -ﻟﻘﺪ
ﺃﻭﺗﻲ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻣﺰﻣﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻣﻴﺮ ﺁﻝ
ﺩﺍﻭﺩ000'ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺘﻼﻭﺓ
ﻗﺎﺋﻼ):ﺷﻮﻗﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﻣﻮﺳﻰ000(ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﻳﻦ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻈﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﺎﻫﺎ
ﻣﺸﺘﺎﻗﺎ ﻟﻴﺼﻮﻣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ):ﻟﻌﻞ ﻇﻤﺄ
ﺍﻟﻬﻮﺍﺟﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺭﻳﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ000(
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻣﻮﺿﻊ
ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺣﺒﻬﻢ ، ﻓﻜﺎﻥ
ﻣﻘﺎﺗﻼ ﺟﺴﻮﺭﺍ ، ﻭﻣﻨﺎﺿﻼ ﺻﻌﺒﺎ ، ﻓﻜﺎﻥ
ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺒﺴﺎﻝ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻨﻪ':ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ
000'ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻋﻦ ﻗﺘﺎﻟﻪ:
)ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻏﺰﺍﺓ ، ﻧﻘﺒﺖ
ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ، ﻭﻧﻘﺒﺖ ﻗﺪﻣﺎﻱ ، ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ
ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ ، ﺣﺘﻰ ﻟﻔﻔﻨﺎ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺨﺮﻕ000(ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻﻩ
ﻣﻊ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ000
ﺍﻻﻣﺎﺭﺓ
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ-ﻋﺎﺩ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺟﻴﻮﺵ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ ﻭﻻﻩ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ،
ﻓﺠﻤﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺧﻄﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ):ﺍﻥ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺍﻟﻴﻜﻢ ،
ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑﻜﻢ ، ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻜﻢ ،
ﻭﺃﻧﻈﻒ ﻟﻜﻢ ﻃﺮﻗﻜﻢ000(ﻓﺪﻫﺶ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﻬﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ
ﻭﻳﺜﻘﻔﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﻒ ﻃﺮﻗﺎﺗﻬﻢ
ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪﻭﻩ ﺃﺑﺪﺍ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺤﺴﻦ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ): -ﻣﺎ ﺃﺗﻰ
ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺭﺍﻛﺐ ﺧﻴﺮ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﻣﻨﻪ000(ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻭﻻﻩ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
000
ﺃﻫﻞ ﺃﺻﺒﻬﺎﻥ
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﺑﻼﺩ
ﻓﺎﺭﺱ ، ﻫﺒﻂ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻭﺟﻴﺸﻪ ﻋﻠﻰ
ﺃﻫﻞ ﺃﺻﺒﻬﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﺎﻟﺤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ
ﻓﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ
ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
ﻟﻼﻋﺪﺍﺩ ﻟﻀﺮﺑﺔ ﻏﺎﺩﺭﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻄﻨﺔ ﺃﺑﻲ
ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻫﻤﻮﺍ ﺑﻀﺮﺑﺘﻬﻢ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺘﺄﻫﺒﺎ ﻟﻬﻢ ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ
ﺍﻟﺒﺎﻫﺮ000
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺗﺴﺘﺮ
ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﺃﺑﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻛﺎﻥ
ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺑﻄﻠﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ، ﻓﻘﺪ ﺗﺤﺼﻦ
ﺍﻟﻬﺮﻣﺰﺍﻥ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻓﻲ ﺗﺴﺘﺮ ، ﻭﺣﺎﺻﺮﻫﺎ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻋﺪﺓ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻤﻞ
ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ000ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻣﺎﺋﺘﻲ
ﻓﺎﺭﺱ ﻣﻊ ﻋﻤﻴﻞ ﻓﺎﺭﺳﻲ ﺃﻏﺮﺍﻩ
ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺣﺘﻰ
ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺼﻦ ﻭﺍﻧﻘﺾ
ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺿﺎ ، ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ، ﻭﺍﺳﺘﺴﻠﻢ
ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﺱ ، ﻓﺄﺭﺳﻠﻪ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ000
ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺪ ﺟﻴﻮﺵ
ﻣﺸﺮﻛﺔ ، ﺃﻣﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ
ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻬﺮﺏ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﺩﻭﺭ ﺃﺑﺪﺍ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻭﻧﺼﻞ ﺍﻟﻰ
ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺷﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻭﻫﻮ
ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ
ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ
ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ
ﺣﺮﺟﺔ ، ﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻵﻻﻑ ، ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ
ﻧﻘﻄﺔ ﺑﺪﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺤﻴﺔ ﺃﻃﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ، ﻭﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺎﻣﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺼﺪﻗﻪ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻤﺜﻼ ﻓﻲ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ
ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ000
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺤﻴﺔ
ﻋﻠﻲ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ000ﺩﻋﺎ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﻋﻤﺮﺍ
ﻟﻴﺘﺤﺪﺙ ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻤﺮﻭ ﻗﺎﺋﻼ):ﻣﺎ ﻛﻨﺖ
ﻷﺗﻘﺪﻣﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ ﻓﻀﻼ ﻭﺃﻗﺪﻡ
ﻫﺠﺮﺓ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ000(ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ
ﻭﻗﺎﻝ):ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻧﺎ ﻗﺪ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺃﻟﻔﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻳﺼﻠﺢ
ﺃﻣﺮﻫﺎ ، ﻓﻠﻢ ﻧﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺧﻠﻊ
ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ-ﻋﻠﻲ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ-ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺷﻮﺭﻯ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻧﻪ
ﻟﻬﺎ ، ﻭﺍﻧﻲ ﻗﺪ ﺧﻠﻌﺖ ﻋﻠﻴﺎ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ،
ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﻭﻭﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ
ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ000(ﻭﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ
ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺧﻠﻊ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺎﻷﻣﺲ ، ﻓﺼﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭﻗﺎﻝ):ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺍﻥ ﺃﺑﺎﻣﻮﺳﻰ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ
ﺳﻤﻌﺘﻢ ، ﻭﺧﻠﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، ﺃﻻ ﻭﺍﻧﻲ ﻗﺪ
ﺧﻠﻌﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻌﻪ ، ﻭﺃﺛﺒﺖ
ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻓﺎﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﺪﻣﻪ ،
ﻭﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﻘﺎﻣﻪ000(!!
ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ، ﻓﻠﻔﺢ
ﻋﻤﺮﺍ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺛﺎﺋﺮﺓ ، ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻦ
ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻟﻰ ﻋﺰﻟﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻳﻘﻀﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﻳﺎﻡ000
ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﻭﺟﺎﺀ ﺃﺟﻞ ﺃﺑﻮﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ، ﻭﻛﺴﺖ
ﻣﺤﻴﺎﻩ ﺍﺷﺮﺍﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺮﺟﻮ ﻟﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻭﺭﺍﺡ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻳﺮﺩﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ
ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﺩﻭﻣﺎ):ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،
ﻭﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ