ﺃﺑﻮ ﺟﺎﺑﺮ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
'ﺍﺑﻜﻮﻩ ﺃﻭ ﻻ ﺗﺒﻜﻮﻩ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﺘﻈﻠﻪ
ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ'
ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ
ﻫﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻳﻌﻮﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ-ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ، ﺟﻌﻠﻪ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻧﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ
ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ
ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-
ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻟﻴﻼ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﺮﺗﻪ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ000
ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ، ﻏﻤﺮﻩ ﺍﺣﺴﺎﺳﺎ ﺭﺍﺋﻌﺎ
ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻮﺩ ، ﻓﺪﻋﺎ ﺍﺑﻨﻪ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ):ﺍﻧﻲ ﻻ ﺃﺭﺍﻧﻲ ﺍﻻ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ، ﺑﻞ ﻟﻌﻠﻲ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺃﻭﻝ
ﺷﻬﺪﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ، ﻻ
ﺃﺩﻉ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻲ ﻣﻨﻚ ﺑﻌﺪ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-،
ﻭﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺩﻳﻨﺎ ﻓﺎﻗﺾ ﻋﻨﻲ ﺩﻳﻨﻲ ،
ﻭﺍﺳﺘﻮﺹ ﺑﺎﺧﻮﺗﻚ ﺧﻴﺮﺍ000(
ﺃﺣﺪ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻭﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ ، ﺩﺍﺭﺕ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ، ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮﻻ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ
ﻇﻬﺮﻫﻢ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺮﻣﺎﺓ ﺑﺠﻤﻊ
ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ، ﻓﻔﺎﺟﺄﻫﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻬﺠﻮﻡ ﺧﺎﻃﻒ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺰﻳﻤﺔ000ﻭﻟﻤﺎ ﺫﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ
ﺷﻬﺪﺍﺋﻬﻢ ، ﺫﻫﺐ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﻩ ﺷﻬﻴﺪﺍ ، ﻭﻗﺪ ﻣﺜﻞ
ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ، ﻭﻭﻗﻒ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺑﻌﺾ
ﺃﻫﻠﻪ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ
ﺑﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻘﺎﻝ':ﺍﺑﻜﻮﻩ ﺃﻭ ﻻ ﺗﺒﻜﻮﻩ
ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﺘﻈﻠﻪ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ000'
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺪﻓﻦ ﻧﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ': -
ﺍﺩﻓﻨﻮﺍ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻮﺡ ﻓﻲ ﻗﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺎﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ، ﻣﺘﺼﺎﻓﻴﻴﻦ000'
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﻨﺒﺄ ﺑﺸﻐﻒ ﺃﺑﻮﺟﺎﺑﺮ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ
ﻛﺎﻥ ﺣﺒﻪ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﺑﻞ ﺷﻐﻔﻪ
ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺃﻃﻤﺎﺣﻪ
ﻭﺃﻣﺎﻧﻴﻪ ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻧﺒﺄ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﺄ ﻋﻈﻴﻢ
ﻳﺼﻮﺭ ﺷﻐﻔﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ، ﻓﻘﺎﻝ-ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ-ﻟﻮﻟﺪﻩ ﺟﺎﺑﺮ ﻳﻮﻣﺎ':ﻳﺎ
ﺟﺎﺑﺮ:ﻣﺎ ﻛﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪﺍ ﻗﻂ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ
ﺣﺠﺎﺏ ، ﻭﻟﻘﺪ ﻛﻠﻢ ﻛﻔﺎﺣﺎ-ﺃﻱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ-
000
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ':ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ، ﺳﻠﻨﻲ ﺃﻋﻄﻴﻚ000'
ﻓﻘﺎﻝ):ﻳﺎ ﺭﺏ ، ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﻧﻲ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻷﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﺛﺎﻧﻴﺔ000(
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ':ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻨﻲ:
ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ000'
ﻗﺎﻝ):ﻳﺎ ﺭﺏ ﻓﺄﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﺑﻤﺎ
ﺃﻋﻄﻴﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ000(
ﻓﺎﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ':ﻭﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ، ﺑﻞ ﺃﺣﻴﺎﺀ
ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺯﻗﻮﻥ ، ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﺗﺎﻫﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ، ﻭﻳﺴﺘﺒﺸﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ
ﻳﻠﺤﻘﻮﺍ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ، ﺃﻻ ﺧﻮﻑ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﺰﻥ