ﻜﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﻐﻤﺮ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﻣﻨﺘﺼﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﻞ
ﻭﺍﻻﺣﺒﺎﺏ..ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺳﻮﺩﺍ ﻛﺎﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ..ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺭﻓﻌﻮﺍ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻉ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻨﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺒﺴﻮﺍ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ.
ﺃﺳﺮﻋﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ، ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ
ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ، ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻠﻘﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺇﻛﺮﺍﻣﻬﻢ ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻮﺟﺌﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ
ﺑﻬﻢ ، ﺑﻞ ﺃﺩﺍﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻥ ﺭﺩ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ
ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ.
ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻛﻲ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻌﺠﺐ..
ﻓﺄﺳﺮﻋﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ:ﻟﻘﺪ
ﺃﺩﺍﺭ ﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄﺣﺪ
ﻣﻨﺎ ﻓﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻣﻦ
ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻭﻓﺪﺍﺀ!؟
ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻟﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻧﻪ
ﻣﺎﺽ ﻓﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺰﺣﺰﺡ ﻋﻨﻪ ﻗﻴﺪ ﺃﻧﻤﻠﻪ..
ﻧﻈﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﻓﺎﺭﺱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ:ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻻ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻮ
ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ.
ﻋﺮﻑ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻠﻢ
ﻳﺠﺎﺩﻟﻮﺍ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﺤﻠﻮﺍ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﺄﺳﺮﻋﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻭﺑﺪﻟﻮﺍ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺜﻴﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻋﺘﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻫﻢ ﻓﺮﺡ
ﺑﻘﺪﻭﻣﻬﻢ ﻭﺍﺣﺴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻢ ﻭﻧﻬﺾ ﻳﺴﻠﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻌﺎﻧﻘﻬﻢ ﺭﺟﻼ..ﺭﺟﻼ..ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ
ﻭﺟﻬﺎﺩﻫﻢ ﻫﻮ ﺃﺑﻬﻰ ﺍﻟﺤﻠﻞ ﻭﺍﺟﻤﻞ ﺍﻟﺰﻳﻨﺎﺕ.
ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺑﻬﺎ
ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻘﺴﻤﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ..ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺳﻼﻝ ﻣﻦ ﺧﺒﻴﺺ ، ﻭﺍﻟﺨﺒﻴﺺ ﻫﻮ
ﻃﻌﺎﻡ ﺣﻠﻮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ ، ﻣﺪ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﺫﺍﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻮﺟﺪﻩ
ﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻄﻌﻢ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ
ﻭﺍﺻﻔﺎ ﻟﺬﺓ ﻃﻌﻤﻪ:ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﺳﻮﻑ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﺑﺎﻩ
ﻭﺍﻷﺥ ﺃﺧﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ,ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻥ
ﻳﺤﻤﻠﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻻﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺟﻬﺎﺩﻫﻢ
ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻧﻬﺾ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻣﻴﺮ
ﺃﻋﻈﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺳﺎﺭ ﻣﺠﻠﻼ
ﺑﺎﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﺑﻮﺟﻪ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ،
ﻭﺟﺴﻢ ﻓﺎﺭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺑﻬﺎ12
ﺭﻗﻌﺔ!!ﺳﺎﺭ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﺃﺧﺬﻭﺍ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺟﺒﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻟﺒﻌﺾ:ﻣﺎ ﺭﺍﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﺯﻫﺪ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ؟؟...!!ﻟﻘﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻼﺩ
ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ...ﻭﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﻭﺗﺎﺗﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﻗﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ...
ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ..ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻥ
ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺒﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺜﻮﺏ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺃﻥ
ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺟﻔﻨﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ..ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻻﺧﺮ:ﻻﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﺇﻻ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ
ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻭ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺣﻔﺼﺔ ﻓﻬﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﻜﺎﻧﻪ
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..
ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﻋﺮﺿﻮﺍ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ..ﻓﻘﺎﻝ:ﻟﻦ ﺍﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺈﻧﻬﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﺴﺘﻄﻌﻦ
ﻋﺮﺽ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺭﺍﻱ ﺍﻻﻣﺎﻡ
ﻋﻠﻲ ﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺮ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﻔﺼﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ..ﺩﺧﻠﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ
ﻭﺣﻔﺼﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮ ، ﻓﻘﺮﺑﻬﻤﺎ ﻭﺃﺣﺴﻦ
ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﻤﺎ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﺋﻠﺔ:ﻳﺎ
ﺍﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..ﻫﻞ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ؟؟
ﻗﺎﻝ:ﺗﻜﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ..ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﺎ
ﻣﻌﻨﺎﻩ:ﻟﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺍﻟﻰ
ﺟﻨﺘﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﻪ ، ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺩﻩ ،
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻀﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ..ﻭﻗﺪ ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﻛﻨﻮﺯ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ ﻭﺩﻳﺎﺭﻫﻤﺎ
ﻭﺣﻤﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻣﻮﺍﻟﻬﻤﺎ ، ﻭﺧﻀﻌﺖ ﻟﻚ ﺍﻃﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﻭﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ، ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﺠﻢ
ﻳﺒﻌﺜﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﻭﻭﻓﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻚ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﻧﺖ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺔ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻗﻌﺘﻬﺎ12ﺭﻗﻌﺔ ، ﻓﻠﻮ ﻏﻴﺮﺗﻬﺎ
ﺑﺜﻮﺏ ﻟﻴﻦ ﻳﻬﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻈﺮﻙ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻳﺄﺗﻮﻧﻚ
ﺑﺠﻔﻨﺔ ﻃﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﺗﺎﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﺖ ﻭﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ..
ﺗﺄﺛﺮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﺄﺛﺮﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻜﻰ ﺑﻜﺎﺀﺍ
ﺷﺪﻳﺪﺍ..ﺳﺄﻝ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﺋﻼ:ﻫﻞ
ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺷﺒﻊ ﻣﻦ ﺧﺒﺰ ﻗﻤﺢ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ
ﺃﻭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺟﻤﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺎﺀ
ﻭﻏﺪﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻖ ﺑﺮﺑﻪ؟ ﻗﺎﻟﺖ:ﻻ....
ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻬﻤﺎ
ﻗﺎﺋﻼ:ﺃﻧﺘﻤﺎ ﺯﻭﺟﺘﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻜﻤﺎ ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﻣﺔ
ﻭﻋﻠﻲ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻜﻤﺎ ﺃﺗﻴﺘﻤﺎ ﺗﺮﻏﺒﺎﻧﻨﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺒﺲ ﺟﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺣﻚ
ﺟﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺘﻪ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﺎﻥ ﺫﻟﻚ..ﻗﺎﻟﺘﺎ:
ﻧﻌﻢ...
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ:ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ
ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﺴﺎﻃﺎ ﻭﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﺮﺍﺷﺎ ، ﻓﻨﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻧﺮﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺤﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻪ؟ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
ﻟﺤﻔﺼﺔ:ﺍﻻ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﻳﺎ ﺣﻔﺼﺔ ﺣﻴﻦ ﻗﻠﺘﻲ ﻟﻲ
ﺍﻧﻚ ﺛﻨﻴﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺸﻌﺮ ﺑﻠﻴﻨﻪ
ﻓﺮﻗﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺍﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻤﻊ
ﺍﺫﺍﻥ ﺑﻼﻝ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ:ﻳﺎﺣﻔﺼﺔ..ﻣﺎﺫﺍ
ﺻﻨﻌﺖِ؟ ﺃﺛﻨﻴﺖ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩ)ﺃﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ.. (ﺣﺘﻰ
ﺫﻫﺐ ﺑﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؟..ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻣﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﺷﻐﻠﺘﻤﻮﻧﻲ ﺑﻠﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ!!..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻻﺑﻨﺘﻪ:ﻳﺎﺣﻔﺼﺔ..ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻐﻔﻮﺭٌ ﻟﻪ
ﻣﺎﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ..ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ
ﺃﻣﺴﻰ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﻭﺭﻗﺪ ﺳﺎﺟﺪﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺭﺍﻛﻌﺎ
ﻭﺳﺎﺟﺪﺍ ﻭﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭﻣﺘﻀﺮﻋﺎ ﺍﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺒﻀﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:ﻻ ﺍﻛﻞ ﻋﻤﺮ ﻃﻴﺒﺎ ﻭﻻ ﻟﺒﺲ
ﻟﻴﻨﺎ ، ﺑﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺒﻴﻪ ﺃﺳﻮﺓ
ﻭﻗﺪﻭﺓ ، ﻭﻗﻄﻊ ﻋﻤﺮ ﻋﻬﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ..ﺍﻻ
ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻃﻌﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ..ﻭﻻ ﻳﺎﻛﻞ ﻟﺤﻤﺎ ﺍﻻ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ
ﺷﻬﺮ..ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺣﻔﺼﺔ ﻭﺍﺧﺒﺮﺗﺎ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ..ﻭﻇﻞ ﻋﻤﺮ ﻣﺎﺿﻴﺎ ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻟﻘﻲ ﺭﺑﻪ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺳﻌﻴﺪﺍ..
ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺳﻜﻨﻚ ﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ
ﻛﻌﺮﺽ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ..ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ
ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﻓﻘﺎﺋﻚ ﻭﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ..ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ