ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻣﺎﺃﻗﻠﺖ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ ، ﻭﻻ ﺃﻇﻠﺖ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ'
'ﺃﺻﺪﻕ ﻟﻬﺠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ000
ﺣﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ
ﻫﻮ ﺟﻨﺪﺏ ﺑﻦ ﺟﻨﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻏﻔﺎﺭ ، ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻉ ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ، ﻓﺄﻫﻠﻬﺎ
ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ، ﺍﻧﻬﻢ ﺣﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻭﺍﻟﻮﻳﻞ
ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻊ
ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻏﻔﺎﺭ000ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻴﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺩﺭﺑﻬﺎ ﺑﺪﺃ
ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-، ﻓﻬﻮ ﺫﻭ
ﺑﺼﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﺄﻟﻬﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ
ﻭﻳﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ،
ﻭﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻋﻈﻴﻢ ،
ﻓﻤﺎ
ﺃﻥ ﺳﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺷﺪ
ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺔ000
ﺍﺳﻼﻣﻪ
ﻭﺩﺧﻞ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻣﻜﺔ
ﻣﺘﻨﻜﺮﺍ ، ﻳﺘﺴﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺟﺎﻟﺴﺎ ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ):ﻧﻌﻤﺖ
ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ000(ﻓﺄﺟﺎﺏ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ':ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﺃﺧﺎﻩ
000'ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺫﺭ):ﺃﻧﺸﺪﻧﻲ ﻣﻤﺎ
ﺗﻘﻮﻝ000(ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ':ﻣﺎ ﻫﻮ
ﺑﺸﻌﺮ ﻓﺄﻧﺸﺪﻙ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺮﺁﻥ ﻛﺮﻳﻢ
000'ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺫﺭ):ﺍﻗﺮﺃ ﻋﻠﻲ000(ﻓﻘﺮﺃ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻐﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻏﻴﺮ ﻭﻗﺖ
ﻗﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻫﺘﻒ
ﺃﺑﻮ ﺫﺭ):ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ000(
ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ': -
ﻣﻤﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ000'ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ
ﺃﺑﻮﺫﺭ):ﻣﻦ ﻏﻔﺎﺭ000(ﻭﺗﺄﻟﻘﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-، ﻭﺍﻛﺘﺴﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ، ﻭﺿﺤﻚ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻑ
ﺳﺮ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،
ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻏﻔﺎﺭ000ﺃﻓﻴﺠﻲﺀ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻳﺴﻠﻢ ؟000!ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-،'ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺪﻱ
ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ000'ﺃﺳﻠﻢ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺃﻭ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻼﺳﻼﻡ000
ﺗﻤﺮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻳﺤﻤﻞ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺘﻤﺮﺩﺓ ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻮﺭ ﺍﺳﻼﻣﻪ ﺑﺴﺆﺍﻝ:
)ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻢ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ؟000(ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ':ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻣﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﻚ
ﺃﻣﺮﻱ000'ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ):ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ
ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﺃﺭﺟﻊ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺮﺥ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ000(ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ):ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ
ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ000ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ000(ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﺤﺔ ﺃﻭﻝ ﺻﻴﺤﺔ
ﺗﻬﺰ ﻗﺮﻳﺸﺎ ، ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻣﻜﺔ ﻧﺴﺒﺎ ﻭﻻ ﺣﻤﻰ ، ﻓﺄﺣﺎﻁ ﺑﻪ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ﻭﺿﺮﺑﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﺻﺮﻋﻮﻩ ،
ﻭﺃﻧﻘﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﻠﺔ ﻓﻘﺪ
ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ﺍﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ،
ﻓﻘﺪ ﺗﻘﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻢ ، ﻟﺬﺍ
ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ، ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﻀﻲ ﻳﻮﻣﺎ
ﺁﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻯ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﺗﻄﻮﻓﺎﻥ ﺑﺎﻟﺼﻨﻤﻴﻦ)ﺃﺳﺎﻑ
ﻭﻧﺎﺋﻠﺔ(ﻭﺗﺪﻋﻮﺍﻧﻬﻤﺎ ، ﻓﻴﻘﻒ ﻣﺴﻔﻬﺎ
ﻣﻬﻴﻨﺎ ﻟﻠﺼﻨﻤﻴﻦ ، ﻓﺘﺼﺮﺥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺗﺎﻥ ،
ﻭﻳﻬﺮﻭﻝ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ، ﻓﻴﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺣﺘﻰ
ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ، ﺛﻢ ﻳﻔﻴﻖ ﻟﻴﺼﻴﺢ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ-ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ):ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ
ﺍﻟﻠﻪ000ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ000(
ﺍﺳﻼﻡ ﻏﻔﺎﺭ
ﻭﻳﻌﻮﺩ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ ،
ﻓﻴﺤﺪﺛﻬﻢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ، ﻭﻣﺎ
ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ، ﻓﻴﺪﺧﻞ
ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ
)ﺃﺳﻠﻢ(ﻓﻴﺮﺷﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺗﺴﻠﻢ ،
ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﺍﺫﺍ
ﺑﻤﻮﻛﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺒﺮﺍ ،
ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﺃﻗﺒﻞ
ﻭﻣﻌﻪ ﻗﺒﻴﻠﺘﻲ ﻏﻔﺎﺭ ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ، ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻋﺠﺒﺎ
ﻭﺩﻫﺸﺔ ، ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ':ﻏﻔﺎﺭ ﻏﻔﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ000ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺳﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ000'ﻭﺃﺑﻮ
ﺫﺭ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺤﻴﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ':ﻣﺎﺃﻗﻠﺖ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ ، ﻭﻻ
ﺃﻇﻠﺖ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ،ﺃﺻﺪﻕ ﻟﻬﺠﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ
000'
ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ
ﻭﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﺳﻨﺔ9ﻫﺠﺮﻱ ، ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺴﺮﺓ ﻭﻗﻴﻆ ، ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻭﺻﺤﺒﻪ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻣﺸﻮﺍ
ﺍﺯﺩﺍﺩﻭﺍ ﺗﻌﺒﺎ ﻭﻣﺸﻘﺔ ، ﻓﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ،
ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ):ﻟﻘﺪ ﺗﺨﻠﻒ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻭﺃﺑﻄﺄ ﺑﻪ
ﺑﻌﻴﺮﻩ000(ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ': -ﺩﻋﻮﻩ ، ﻓﺎﻥ ﻳﻚ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ
ﻓﺴﻴﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ، ﻭﺍﻥ ﻳﻚ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ
ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺍﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ000'ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ ،
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﻟﻴﺴﺘﺮﻳﺤﻮﺍ ،
ﻓﺄﺑﺼﺮ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺭﺟﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﻭﺣﺪﻩ ،
ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ-، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ':ﻛﻦ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ
000'ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻓﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ
ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻳﻤﺸﻲ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ-
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﺮﺍﻩ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﺣﺘﻰ
ﻗﺎﻝ':ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ، ﻳﻤﺸﻲ ﻭﺣﺪﻩ ،
ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻭﻳﺒﻌﺚ ﻭﺣﺪﻩ000'
ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻪ
ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺳﺆﺍﻝ':ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ،
ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺖ ﺍﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﻚ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﻳﺴﺘﺄﺛﺮﻭﻥ
ﺑﺎﻟﻔﻲﺀ000'ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻗﺎﺋﻼ):ﺍﺫﺍ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ، ﻷﺿﺮﺑﻦ
ﺑﺴﻴﻔﻲ000(ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ' -ﺃﻓﻼ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ؟000ﺍﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻘﺎﻧﻲ
000'ﻭﺣﻔﻆ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻓﻠﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺑﻮﺟﻮﻩ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺜﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺍﻷﻣﺔ ،
ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺳﻴﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ
ﺍﻟﺒﺘﺎﺭ000
ﺟﻬﺎﺩﻩ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ
ﻭﻣﻀﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ-ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ-
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ-، ﻓﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ
ﻣﻐﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ، ﻭﺟﺎﺀ ﻋﺼﺮ
ﻋﺜﻤﺎﻥ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﻔﺎﺗﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﻐﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ،
ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺮﻑ ، ﺭﺃﻯ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺪ
ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺳﻴﻔﻪ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،
ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﻄﻦ ﺍﻟﻰ ﻭﺻﻴﺔ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ': -ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺍﻻ ﺧﻄﺄ
000'ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ
ﺍﻷﻣﻴﻨﺔ ، ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺻﺪﻕ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ
ﻟﻬﺠﺔ ، ﻭﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻣﻌﺘﺮﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ
ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ ، ﻭﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻪ ﻭﻫﺘﺎﻓﻪ ﻳﺮﺩﺩﻩ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ):ﺑﺸﺮ ﺍﻟﻜﺎﻧﺰﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻜﻨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﺑﻤﻜﺎﻭ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ
ﺗﻜﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ﻭﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ000(
ﻭﺑﺪﺃ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ، ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻞ
ﺳﻴﻄﺮﺓ ﻭﺭﻫﺒﺔ ، ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﺟﺪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻓﻘﺮ ﻭﺿﻴﻖ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ، ﻭﻗﺼﻮﺭ ﻭﺿﻴﺎﻉ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ:
)ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،
ﻛﻴﻒ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺎﻫﺮﺍ
ﺳﻴﻔﻪ000(ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ-
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻷﻧﺎﺓ
ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻖ
ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﺤﺠﺔ ، ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﻢ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﻛﺄﺳﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﻂ ،
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺯﻕ ، ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﻒ
ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﺴﺎﺋﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺧﻮﻑ
ﻭﻻ ﻣﺪﺍﺭﺍﺓ ، ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ ﻭﺑﻤﻦ ﻣﻌﻪ:
)ﺃﻓﺄﻧﺘﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﻇﻬﺮﺍﻧﻴﻬﻢ ؟؟000(ﻭﻳﺠﻴﺐ
ﻋﻨﻬﻢ):ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻜﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺷﻬﺪﺗﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ(، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ):ﺃﻭﻻ
ﺗﺠﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ000':
ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﻨﺰﻭﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻻ
ﻳﻨﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺒﺸﺮﻫﻢ
ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ000ﻳﻮﻡ ﻳﺤﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ
ﺟﻬﻨﻢ ، ﻓﺘﻜﻮﻯ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ، ﻭﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ،
ﻭﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺰﺗﻢ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ،
ﻓﺬﻭﻗﻮﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻜﻨﺰﻭﻥ000'
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ):ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ
ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ000(ﻓﻴﺼﻴﺢ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ:
)ﻻ000ﺑﻞ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻬﻢ000(
ﻭﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ
ﻓﻴﺮﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ): -ﺍﻥ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ ﻗﺪ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ000(ﻓﻴﻜﺘﺐ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ
ﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ، ﻓﻴﻮﺩﻉ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﺭ
ﻃﻮﻳﻞ):ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ
ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ000(ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻻﺫﻥ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻰ
)ﺍﻟﺮﺑﺬﺓ000(ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻃﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺮﻓﻊ
ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺯﺟﺮﻫﻢ
ﻗﺎﺋﻼ):ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺻﻠﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﺃﻃﻮﻝ ﺧﺸﺒﺔ ، ﺃﻭ ﺟﺒﻞ، ﻟﺴﻤﻌﺖ
ﻭﺃﻃﻌﺖ ، ﻭﺻﺒﺮﺕ ﻭﺍﺣﺘﺴﺒﺖ ، ﻭﺭﺃﻳﺖ
ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ000(
ﻓﺄﺑﻮ ﺫﺭ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﺘﻤﻨﻰ
ﺍﻻﻣﺎﺭﺓ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﻈﻠﻮﺍ ﺭﻭﺍﺩﺍ
ﻟﻠﻬﺪﻯ000ﻟﻘﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺿﻤﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ):ﻟﺴﺖ ﺃﺧﻴﻚ ، ﺍﻧﻤﺎ ﻛﻨﺖ
ﺃﺧﻴﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻴﺎ
ﻭﺃﻣﻴﺮﺍ000(ﻛﻤﺎ ﻟﻘﻴﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﻪ ﻣﺮﺣﺒﺎ ، ﻓﺄﺯﺍﺣﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ:
)ﺍﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ، ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﻴﺖ ﺍﻻﻣﺎﺭﺓ ،
ﻓﺘﻄﺎﻭﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ، ﻭﺍﺗﺨﺬﺕ ﻟﻚ
ﻣﺎﺷﻴﺔ ﻭﺯﺭﻋﺎ000(ﻭﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻘﺎﻝ):ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ000ﻟﻦ ﺗﻤﻴﻠﻮﺍ
ﻋﻠﻲ ﺑﺪﻧﻴﺎﻛﻢ ﺃﺑﺪﺍ000(
ﺍﻗﺘﺪﺍﺋﻪ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ
ﻋﺎﺵ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻣﻘﺘﺪﻳﺎ
ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻬﻮ
ﻳﻘﻮﻝ):ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺑﺴﺒﻊ ، ﺃﻣﺮﻧﻲ
ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻮ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ
ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻧﻲ ﻭﻻ ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ
ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻮﻗﻲ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻻ ﺃﺳﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍ
ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺮﺣﻢ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ
ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻻ
ﺃﺧﺎﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ:ﻻﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ ﺍﻻ
ﺑﺎﻟﻠﻪ000(ﻭﻋﺎﺵ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: -
)ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﻻﻳﺒﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻣﺔ
ﻻﺋﻢ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ000(
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻟﻤﺎﻧﻌﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ:
)ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ، ﻟﻮ ﻭﺿﻌﺘﻢ
ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻮﻕ ﻋﻨﻘﻲ ، ﺛﻢ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻲ ﻣﻨﻔﺬ
ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺰﻭﺍ
ﻷﻧﻔﺬﺗﻬﺎ000(ﻭﺭﺁﻩ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﺮﺗﺪﻱ
ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ):ﺃﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺛﻮﺏ
ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ؟000ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻌﻚ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ
ﺛﻮﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ؟000(ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ):ﻳﺎ
ﺑﻦ ﺃﺧﻲ ، ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺣﻮﺝ
ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﻨﻲ000(ﻗﺎﻝ ﻟﻪ):ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﻚ
ﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ000(ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ:
)ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻏﻔﺮﺍ ﺍﻧﻚ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ، ﺃﻟﺴﺖ
ﺗﺮﻯ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺩﺓ ، ﻭﻟﻲ ﺃﺧﺮﻯ
ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻭﻟﻲ ﻋﻨﺰﺓ ﺃﺣﻠﺒﻬﺎ، ﻭﺃﺗﺎﻥ
ﺃﺭﻛﺒﻬﺎ، ﻓﺄﻱ ﻧﻌﻤﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻦ
ﻓﻴﻪ؟000(
ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﻓﻲ)ﺍﻟﺮﺑﺬﺓ(ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻷﺑﻲ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ، ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺗﺒﻜﻲ ، ﻓﻴﺴﺄﻟﻬﺎ):ﻓﻴﻢ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺣﻖ ؟000(ﻓﺘﺠﻴﺒﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ):ﻷﻧﻚ
ﺗﻤﻮﺕ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺛﻮﺏ ﻳﺴﻌﻚ
ﻛﻔﻨﺎ000(!ﻓﻴﺒﺘﺴﻢ ﻭﻳﻄﻤﺌﻨﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﻟﻬﺎ):ﻻ ﺗﺒﻜﻲ ، ﻓﺎﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﺃﻧﺎ
ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻘﻮﻝ':
ﻟﻴﻤﻮﺗﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﻔﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ،
ﺗﺸﻬﺪﻩ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ000'ﻭﻛﻞ
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻗﺮﻳﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻏﻴﺮﻱ ،
ﻭﻫﺄﻧﺬﺍ ﺑﺎﻟﻔﻼﺓ ﺃﻣﻮﺕ ، ﻓﺮﺍﻗﺒﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻓﺴﺘﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ،
ﻓﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺬﺑﺖ ﻭﻻ
ﻛﺬﺑﺖ000(ﻭﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺻﺪﻕ000ﻓﻬﺬﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ
ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ-ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺣﺘﻰ
ﺗﻔﻴﺾ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ ﻭﻳﻘﻮﻝ):ﺻﺪﻕ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺗﻤﺸﻲ ﻭﺣﺪﻙ ، ﻭﺗﻤﻮﺕ
ﻭﺣﺪﻙ ، ﻭﺗﺒﻌﺚ ﻭﺣﺪﻙ000(ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻘﺺ
ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺒﻪ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﻴﻠﺖ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ
ﺫﻛﺮﻩ